-
اتبعني
تابعني على تويتر
-
التدوينات RSS
اشترك في خدمة RSS
-
فيس بوك
انضم للمعجبين في FACEBOOK
الصفحات
ألفونس إيتيان ديني , أجمل أعماله
بعد اعتناقه الإسلام سمي باسم: ناصر الدين ديني. وبحضور مفتي الجزائر سنة 1913م، نطق إتيان ديني بالشهادتين، معلنا اعتناقه وحبه وإخلاصه للإسلام والمسلمين عن قناعة وعلم وإيمان لا يتزحزح. وقال يومها قولته المشهورة، وهو يردد الشهادتين ويعلن إسلامه على رؤوس الأشهاد: "لم يكن اعتناقي الإسلام وليد الصدفة، بل عن دراية تامة، ودراسة تاريخية عميقة طويلة الأمد لجميع الديانات".
إثر دراسته الأكاديمية بباريس، حصل سنة 1884م على منحة للسفر إلى الجزائر، فأُغرم الشاب ديني يومها بالصحراء الجزائرية، ليصبح مستشرقا لَسَعه سِحر هذا البلد، وفِتنة أهله، فأقام به، ولم تُفْلِح سفرته إلى مصر سنة 1889م صحبة صديقه الرسام لوروا (Leroy) في اجتذابه وإغوائه، ليزُفّه القدر مستشرقا أوروبيا مسلما إلى الجزائر ويقيم بها، ويعلن إسلامه.
لقد فتنته الجزائر بغواياتها الساحرة المتنوعة، فانبرى لتصوير الحياة اليومية، ومختلف مظاهر الحياة الاجتماعية والدينية بالجنوب الجزائري وخاصة ببوسعادة، وبالضبط بقبيلة اوْلاد نايل، حيث استقر منذ سنة 1904م، فخلَّد البوسعاديين وحياتهم اليومية بفنية منقطعة النظير، وخلَّف عن الجزائريين تراثا تشكيليا في شعريةٍ باذخةٍ واحتفاءٍ جنوني ببهاءِ الألوان الجنوبية الخاطفة بسحرها وبهائها ونورها ونار عِشقها. وما تزال الذاكرة التشكيلية العالمية تحتفي به إلى اليوم، وتكِنُّ له تقديرا خاصا، وما يزال رصيده الفني من اللوحات المرسومة محط إعجاب واهتمام في العديد من المعارض التشكيلية الكبيرة والمتاحف العالمية.
وما زال رُفاته يحضنه قبرٌ بسيط ببوسعادة في بقعة اقتناها ديني حبّاً وانتماءً لهذه الأرض التي جمعته حيا وميتا بصديقه ورفيقه ومرشده سليمان بن إبراهيم باعمر وزوجته؛ وهما الشخصان اللذان رافقاه في رحلته الحجّية أيضا، حيث زاروا جميعا سنة 1929م البقاع المقدسة وسيناء وجبل طور، فسمي من يومها بالحاج ناصر الدين، ودوَّن رحلته الحجية تحت عنوان ( الحج إلى بيت الله الحرام)(4)، فكانت حسن الخِتام، إذ بعد أيام قليلة جدا من تدوينها أسلم الروح إلى بارئها عشية يوم: 24/12/1929م بمرسيليا، فنقل جثمانه إلى جنة الله في أرضه، كما كان يحلو له أن يسمي بوسعادة، الواحة التي تفيأ بظلال عشقها، وخصَّها بفنه الكبير، وروائعه الخالدة، حيث دُفِن يوم 12/01/1930م، بعد أن خَلَّدَ في حوالي تسع وثلاثين ومائة لوحة خِصبَها وماءها ونخيلها وناسها وطقوسهم الدينية الإسلامية. ولعل المطَّلع على لوحات الرجل يستكشف ولعا خاصا بتخليد طقوس التعبد والصلاة، ونفحات الإيمان والصلاح، ولا أدل على ذلك لوحتُه الشهيرة: "صلاة الفجر". بل يمكن القول: إن بذرة روحانيتِهِ تفتقت منذ سنة 1882م حين عَرَض في لوحاته مشاهدَ دينية، ليحصل سنة 1883م على أول استحقاق.
وصية مسلم
بخصوص جنازتي
1 ـ يجب أن تكون جنازتي إسلامية [سطَّر المؤف على كلمة إسلامية]؛ لأنني ـ منذ عدة أعوام ـ آمنت بالإسلام دينا، وخصصت أعمالي وجهودي لإجلال هذا الدين.
2 ـ أن يوارى جثماني في مقبرة إسلامية ببوسعادة البلد الذي أنجزتُ فيه الجزء الكبير من لوحاتي.
3 ـ إذا ما وافتنني المنية في مكان آخر، يجب نقل جثماني إلى بوسعادة، ومصاريف النقل تؤخذ من تَرِكتي.
4 ـ إذا ما وافتني المنية بباريس، ولم يحضر أي مسلم للصلاة على جنازتي، فيجب أن تكون الجنازة مَدَنية وحسب [وسطر المؤلف على العبارة]، في انتظار إقامة جنازة إسلامية لي ببوسعادة.
ــــــ يَنسخُ هذا الإقرار كل الترتيبات التي اتخذتُها في زمن سابق.
باريس 5 دجنبر 1913
إ. ديني – فنان تشكيلي -
مؤلفات
ويبدو أن عشقه للسيرة العطِرة لنبي الإسلام، قد أخذ منه كل مأخذ، فانبرى لتأليف سيرة الرسول (ص) بأسلوب مشوِّق أخّاذ، يجول بالقاريء في نفحات حياة يجللها الوحي، والفضائل المحمدية، ومكارم الأخلاق. وقد كان سند المؤلف في ذلك كبار المصنفين القدامى كابن هشام وابن سعد، والمحْدَثين كعلي برهان الدين الحلبي الذي وُفِّقَ في كتابه:( السيرة الحلبية)، في استجماع روايات المؤرخين المشهورين. وبذلك يكون كتاب إتيان ديني عن سيرة رسول الإسلام قد تجنب الإسرائيليات وروايات الوُضّاع التي شَغُف بها المستشرقون في لهثهم الغريب وراء غريب الحديث.
لقد أدرك ديني ـ بحِسِّه الديني الرفيع ويقين عقله الكبير المتنور ـ بأن حياة غنية طافحة بالدروس والعبر كسيرة الرسول لا يمكن إطلاقا جمعها بين دفتي كتاب، لذلك عمد إلى تجنب التفاصيل، ليأخذ قارئه في رحلة شيقة عميقة، تنقله عبر أهم المحطات والأحداث الجليلة، بإيجاز وإصابة:(كفرض الصلاة، ومولد محمد، والخُلوة بالصحراء، و اضطهاد الكفار له، وهجرته إلى المدينة المنورة، وزواج علي، وغزوة يهود بنو قَيْنُقاع، وحديث الإفك، ومرض الرسول ووفاته).
مَنِفيستو Manifesto التسامح
"تُرى هل يستطيع هذا الكتيِّب، باستعادة حقيقة الحج إلى مكة، تبديد الخِلافات المحدِقة بمستقبل السلام في الشرق، وكذا الإسهام ـ بشكل متواضع ـ بإقامة وئام صادق بين اليهودية والمسيحية والإسلام، وئام يتوجب على الحضارة تحقيقه؛ أَوَلَيسوا إخوة ورثوا ثلاثتُهم ـ بالدرجة نفسها ـ توحيد إبراهيم الخليل؟ ألا نرى كيف يجْهر المسلمون بتبجيل موسى والمسيح؟
يوم يجْهر اليهود والمسيحيون بالقدر نفسه من التبجيل لمحمد، "أحد أكبر الشخصيات التي عرفها التاريخ"(غ. لوبن)، سيعُمّ السلامُ الشرقَ الأوسط لا محالة"(الرحلة).
إشراقات في مقام رسول الإسلام
لحظات الشوق إلى محمد رسول الله عرفت أول اضطرام لها، عندما جاب إتيان ديني رياض السيرة النبوية العطرة، فأعجب بسيد الخلق أيما إعجاب، وخلَّف لنا عن حياته الزكية مؤلفا طُبِع غير ما مرة. ويمكن لقارئ رحلته أن تستوقفه أربع محطات هي ذروة هذا الإنجاز الخليق بالإعجاب والإكبار:
1 ـ لحظة استهلال السفر والشوق لزيارة قبر الحبيب
كانت لحظة الانطلاق عسيرة، لما خامرها من إحساس بالإحباط، ناجم عن كون هذا الصّقع المتوجه إليه محرَّم على فضول السياح الأوروبيين وتبشير المبشرين: "لم يكن لنا أي حظ في الحصول على الترخيص بالحج، لأن الملك ابن سعود لا يطمئن إلى سلامة طوية الأوروبيين الذين أسلموا حديثا، فيمنعهم من دخول الحرم"(الرحلة). لذلك استهل ديني الفصل الأول بقوله: "تُرى هل سيتحقق حلمنا وستتحقق معه فريضة الحج؟ هناك أحاسيس تخالجنا لحظة الانطلاق، لكن ثقتنا كبيرة بالله جل جلاله"(الرحلة).
2 ـ لحظة امتحان الأشواق وكشف الغمة
شعاب المرسى مرجانية شاسعة على امتداد الشط تحول دون اقتراب السفن الضعيفة الحُمولة. وحدهُ السنبوك الشراعي يستطيع التقدم وسط هذا التيه من الأرصفة الحادة، وبعد ألف تعرّج، يتمكن من إيصال المسافرين والأمتعة والبضائع إلى الرصيف"(الرحلة).
ومن امتحان إلى امتحان، ليجد نفسه أمام محنة أصعب حادث: "حادث كاد يعصف مبكرا برحلتنا: ويتجلى في منع أحدنا ـ وهو المستشرق ديني ـ من النزول على الرغم من أنه اعتنق الإسلام منذ خمسة عشر سنة باسم ناصر الدين، لأنه أوروبي كما هو مثبت في جواز سفره"(الرحلة). وإليك حال من أصبح قاب قوسين أو أدنى من هدفه، لكن "أوروبيَّتَه" تمنعه من تحقيق المطمع والمنية، وجني ثمار الرحلة بيسر. ومع ذلك لم يفتر لهيب الشوق بل زاد استعارا عند مشاهدة قوافل الحجيج: "دخلنا مغْتمين، وأمضينا ليلة رهيبة لم يغمض لنا فيها جفن، جَرّاء الهرج الذي يصعد إلينا من الساحة التي تطلّ عليها مَشْرَبِيّاتنا المرتفعة بأمتار قليلة عن سطح الأرض، فكنا نرى ـ دون انقطاع ـ مرور القوافل الهندية والمصرية التي تُلامِس جِمالها المتوجهة صوب مكة، جدران مسكننا بشكْدفاتها.
كم غبطنا هؤلاء الحجاج الذين، من شدة فقرهم، لا يستطيعون اكتراء أماكن في السيارات، لكنهم على يقين بأنهم سيصلون غدا إلى المدينة المقدسة!
انفلق الصبح، ما عساه يحمل لنا من جديد؟ بغتةً، هلَّ علينا مطوفنا محمد جِنّي، بوجه متهلل، حاملا إلينا بشرى لم تكن بالحسبان، لقد حُمِلت رسائلنا توّاً إلى مكة، فأقنَعَت الحكومة بصفاء سريرتنا، كما أن سعادة وزير الشؤون الخارجية السيد فؤاد باي حمزة، قد هاتف قائم مقام جدة للترخيص لنا بالحج، وأمر السلطات بتسهيل سفرنا. وبدوره قام القائم مقام بإشعار مطوفنا وحمَّلَه مسؤولية إبلاغنا هذا القرار السعيد.
وعلى الفور، نهضنا لوداع نائب القنصل السيد غولت الذي شاطرنا قَلَقنا، وهو الآن يقاسمنا فرحتنا كصديق حقّ.
لكن، أنّى لنا العبارات القادرة على التعبير عن مدى العرفان الذي نُكِنُّه لأعلىم مسلمين صدَّقونا وكَفَلونا؟
تُرى هل بمُكْنَة هذا الكتاب، وهو ينقل الحقيقة ويدحض الأغلاط الشائعة في أوروبا عن الحج إلى مكة، أن يبرهن لهم أنهم كانوا على صواب بخصوصنا؟"(الرحلة).
لكن عند دخول الحرم لاح في الأفق كَدَر. ومفاده أن المستشرق ديني تم التعرف عليه كَرومي، أي أوروبي وسط حشد هيَّجته الحَمية الدينية، وقد شكل هذا خطرا كبيرا عليه، لأنه لا يستطيع في هذه الجَلَبَة أن يبرهن على حسن إسلامه. بيد أن "ديني لا يهاب الموت في الحرم الشريف، لأن هذا الموت هو مُنْية كل مؤمن راسخ الإيمان، لكن ما يخشاه هو أن يؤذى ظُلما، كضنين بيد إخوانه في المِلَّة، تحسُّبا لتهكمات أعداء الإسلام الذين سيغتنمون فرصة فقدانه للتشفي"(الرحلة).
وبعد امتحان السفر ومغامراته بين جدة والمدينة ـ والتي تستحق أن تُقْرأ في مكانها من الرحلة لطابع التشويق الذي يكتنفها ـ صارت عزيمة إتيان ديني أشد قوة، وقد باتت صورة المدينة المنورة تداعب خياله، وتملأ وجدانه المشدود إلى زيارة قبر خير البرية، سيما وقد شاهد ـ وهو المتنقل على متن سيارة سريعة ـ "حجاجا سودانيين مساكين يحملون على رؤوسهم مؤنهم، ويقطعون مشيا على الأقدام رفقة نسائهم وأطفالهم الطريق الرهيب الفاصل بين جدة والمدينة"(الرحلة). وتزداد نفسه سكينة وأمنا حين يرى طيورا آمنة في بلد آمن تلتقط حَبَّها دون أن يمسسها أحد بسوء: "كانت تُحدِّق فينا ونحن نَمُرُّ دون أن تتحرك أو تظهر أدنى حذر؛ ذلك لأن الطير هنا تدرك أنها لا تخشى شيئا من بطش البشر"(الرحلة). هذه المشاهد المحفِّزة للهمم، والباعثة على الطمأنينة، آنَسَتْهُ وأَنْسَته وعثاء السفر، ومنغصات الشكوك حول شخصه، فبادر قائلا في فرحة يجللها الإيمان، وتغمرها الهداية:" لكن، على الرغم مما لحقنا من نَصَب، لم يغمض لنا جفن، لأننا في ليلة أحد أعظم أيام حياتنا"(الرحلة).
3 ـ لحظة الوقوف في مقام رسول الله
لكن، في لحظة مثل هذه، لم يدر بخلدنا أن نسجل هذه التفاصيل، لقد كنا منجذبين نحو القبة كما لو جذبتنا قوةُ جاذبية: "اللهم بحرم بيتك الحرام، حرِّمني على النار، وارزقني ما رزقته أولياءك!". ثم استعجلنا سائقنا، الذي عجَّل السيارة". وطبعا وهو في مقام الرَّهَبوت، كان قد أخلص قلبه لحب الله ورسوله، فأفرغ قلبه من التعلق بأسباب الدنيا، كما يمكن أن نفهم من تعليقه في الهامش على لفظ "الرزق" في الدعاء السابق، حيث قال: "إننا نقصد الرزق الروحي، لأننا لا نطلب من الله فضل الدنيا، بل الهِبات الروحية الربانية"(الرحلة). هكذا طالع ديني سيد الخلق وقلبُه مُسْلَم لما جاء له.
الشغف بزيارة قبر خاتم الأنبياء والمرسلين ملأ قلبه، فلم يستطع صبرا على ذلك بمجرد حلوله بالمدينة: "بعد أن توضأنا، خرجنا مع المزوار على الفور إلى مسجد الرسول، القريب من مسكننا. وينبغي أن نعترف، لقد وجف قلبنا من التأثر في هذه اللحظة المهيبة: سندخل المسجد الشهير، وسط حشود متهللة، وسنردد وراء المزوار أمام شُبّاك القبر الطاهر الصلاة والتسليم على النبي. أحسسنا بسعادةَ عارمة بمجرد أن فكرنا في تملّي قبر محمد"(الرحلة). ها هو الآن في الروضة الشريفة قرب أقدس مكان بمسجد الرسول، وفور أداء تحية المسجد، طار إلى مقام النبي، فانتابه إحساس لم يشعر به في حياته: "نحس بالهيبة والسكينة حين نفكر بأن وراء هذا الشباك يرقد في قبره أشرف البريّة، الذي حقق أروع نبوءة عرفها العالم"(الرحلة).
ولم ينس ـ وهو الذي درَس حياة الرسول الأعظم، وألف كتابا في سيرته ـ أن يتذكر آراء الأوروبيين مفكرين وفلاسفة كبار عن عبقرية هذا الذي يقف الآن أمام قبره الشريف، والذي شهد له أَلَدّ أعداء الإسلام (كويليام أ. شيد والمبشر س. ـ و. زويمر) كما شهد له المنصفون منهم (كغوستاف لوبون والمفكر الإنجليزي الشهير كارلايل). " أما نحن، فهناك فكرة واحدة تخيم علينا: نحن الآن في مقام رسول الله. وها إننا نردد مع مزوارنا بأدب وخشوع السلام على رسول الله(…). لقد جهِدنا أنفسنا في ترجمة هذا السلام بأمانة قدر الإمكان، دون حذف التكرار الذي لا يسبب الأثر المزعج الذي يحدثه في اللغات الغربية. لكن، بما أن أي لفظ من الألفاظ العربية لا يتوفر على مرادف مضبوط في الفرنسية، فإن ترجمتنا لا تفي بنقل جمال العبارات، وأكثر من ذلك لا قدرة لها على نقل الإيقاع المتناغم للجمل الملقاة بلهجة حجازية قُحّة (…).
وبهذا نكون قد عشنا مشهد إجلال فريد في العالم.(…) إن في السلام على رسول الله بصوت خفيض وقلب فارغ من علائق الدنيا، ما يجعل المقام مقام هيبة تعبِّر عنها الروح بنبرة يعجز القلم عن الإعراب عن مشاعرها المؤثرة"(الرحلة).
إن قرب المسجد من قبر الرسول، زاد من تعلق قلبه بالمسجد، فأضحى لا يطيق صبرا عن الصلاة فيه والقيام: "المسجد القريب من مسكننا يجذبنا كل ساعة من ساعات اليوم، فنقضي فيه لحظات لا تنسى، ونحن نصلي ونتهجد ونتفكَّر ونتحدث إلى الحجاج من كل الأجناس وكل البلدان.
الفجرُ يرسل شعاعه الذهبي على القبة الخضراء، ومن أعلى المئذنة المجاورة، المخططة بالأحمر، ينبعث ترتيل كأنه تسبيحة من السماء. إنه نداء المؤذن لصلاة الفجر. نهضنا ماسحين بالوضوء آخر آثار النعاس، وسارعنا إلى القبة، فألفيناها غاصة بالمؤمنين. صلينا مع الجماعة يؤمُّنا إمام يقف أعلى الدَّكة الأقرب إلى المحراب النبوي"(الرحلة).
4 ـ لحظة مغادرة المقام النبوي
كانت هذه رابع اللحظات وأقساها على قلب يتوزعه الاستلذاذ بمشهد روحاني لم يشهد له نظير، وتوجس من البَعاد عن مدينة الرسول بقبتها الخضراء وقبر نبيها الكريم: "بقلب ملتاع، ابتعدنا عن مدينة الرسول، تُرى هل سيجود لنا الزمان بمشاهدتها مرة أخرى؟
ابتهالات مستشرق مسلم
0 التعليقات:
إرسال تعليق